الأستاذة هديه الطيب مصطفى تحكى عن خالها البروفيسور عبد الله الطيب

س: أستاذة هديه ما صلة قرابتك بالراحل البروفيسور عبد الله الطيب؟
ج: ابنة شقيقته الحاجة أم الخير وقد كنت بمثابة الابنة له فقام بتربيتي وتزوجت في منزله وحتى اليوم أقيم مع زوجته التي أتمنى أن نرعاها كما كان خالي يرعاها ..
س: أحكى للقراء  عن البروفيسور رحمه الله
ج: ولد في التميراب غرب الدامر ووالده كان معلما أما والدته عائشة جلال الدين فجعليه من المجازيب وبحكم ان والده كان معلم فأن عبد الله منذ الصغر نشأ محبا للعلم وتجول  مع أسرته نتيجة لعمل رب الأسرة وبمرور السنوات التحق عبد الله بكلية غردون ثم سافر إلى لندن فدرس هنالك ورفعت دراسته إلى الدكتوراه وقد ذكر أساتذته في لندن إنهم استفادوا منه كثيرا وتزوج في لندن سنه 1948
س: كيف تم زواجه ؟
ج:التقى في لندن بزوجته جريزلدا وكانت ساعتها تدرس الفنون وقد حكت جريزلدا انه ذكر لها المسئوليات الملقاة على عاتقه تجاه شقيقاته وان ذلك سيمنعه من الزواج قبل تزويج شقيقته وفعلا رجع للسودان ولكن وجد شقيقته أم الحسين  قد توفيت وشقيقته تلك تؤام والدتي رحمة الله عليها , عندها رجع لندن وقرر أن يتزوجها وفعلا تم ذلك وبعد وفاة عبد الله قررت زوجته البقاء في السودان ونحن ألان نعيش معا وهى تسافر معنا غرب الدامر كل عيد حيث الطبل وحلقات الذكر وتحب ذلك ورغم وفاة كبار السن إلا ان الأحفاد ما زالوا على نهج الآباء ففي كل عيد تقام صلاة العيد غرب الدامر ويحضرها الجميع ويحتفلوا معا .
س: ماذا عن الجوانب الإنسانية للراحل عبد الله الطيب ؟
ج: كان رجل إنسان بار بأسرته لا يفرق بين صغير وكبير وبيته كان وما زال مفتوح للأهل ويسع الجميع
س: كلية عبد الله بايرو كيف أسست؟
ج: في الستينات (1964) أسس عبد الله الطيب كلية عبد الله بايرو في كانو واخذ معه أساتذة سودانيين للعمل هناك وكان معه الدكتور الراحل بابكر البدوي دشين والبروفيسور المرحوم محمد على الريح والبروفيسور محمد المعز مصطفى الدسوقي وقد سافرت معهم بعد زواجي سنة 1966 برفقة زوجي البروفيسور محمد المعز مصطفى الدسوقي ورجع عبد الله الطيب إلى السودان والكلية اليوم أصبحت جامعة عبد الله بايرو  
س: أين عمل الراحل المقيم؟
ج:  عمل  عميدا  لكلية الآداب ثم مديرا  لجامعة الخرطوم وأحيل إلى المعاش وعمره خمسة وخمسون عاما في فترة حكم الرئيس نميرى وفى فترة إدارته في جامعة الخرطوم أنجز العديد من الانجازات منها تسجيل مستشفى سوبا الجامعي والاراضى التي حول المستشفى وأشياء أخرى عديدة لا يسع المكان لذكرها ..بعدها سافر للمغرب وأقام فيها تسع سنوات وكان الملك يدعوه كل عام في رمضان لحضور (الدروس الحسينية ) وحتى بعد رجوعه للسودان كانت دعوة الملك تصله سنويا فيسافر برفقة زوجته للمغرب وقد أسس عبد الله الطيب مجمع اللغة العربية بالسودان الذي عمل به حتى وفاته
س: نال البروفيسور جوائز عديدة داخل وخارج السودان
ج: هذا صحيح ومن تلك الجوائز جائزة الملك فيصل والتي بعدها سافر لندن ومرض هناك (نزيف في المخ ) وأقام هناك ثلاثة أشهر وأحضرته زوجته إلى السودان بعد أن  رأت  ضرورة رجوعه إلى وطنه ويوم حضوره إلى السودان استقبله عدد كبير من الناس الأهل والزملاء وكان موقف مؤلم جدا عندما تم نقله بالإسعاف من مطار الخرطوم إلى مستشفى ساهرون التي قضى فيها ثلاثة أشهر ومنها نقلناه إلى المنزل بعد تجهيزنا غرفة خاصة له وبقي في المنزل يعاوده الأطباء في السرير للشلل الذي لازمه والشكر للدكتور عبد الباسط هيبه دكتور العلاج الطبيعي  الذي كان يزوره يوميا حتى وفاته وعلاقته معه طيبة حتى يومنا هذا 2014 وكذلك اذكر الدكتور الراحل داؤود مصطفى الذي كان يزور خالي عبد الله باستمرار وسبحان الله فقد أصيب بنفس المرض رحمة الله عليه..
خضع عبد الله الطيب للتمريض المنزلي فترة ثلاثة سنوات منذ بداية مرضه في لندن حتى وفاته يوم 19/6/2003
المحرر :
    تم تسجيل وقف عبد الله الطيب الخيري ونسأل الله أن يتغمد البروفيسور الراحل   عبد الله الطيب بالرحمة والمغفرة  .....عبد الله الطيب الذي قدم لأهل السودان الغبش الكثير (حيا وميتا ) ..رحل ولكنه سوف يظل معنا بعلمه الغزير وكتبه وبرامجه التي نتعلم منها ونعلم بها  الأجيال القادمة ......... رحمك الله أيها المعلم الجليل والفقيه الورع والعلامة  ......والشكر أجزله للسيدة الفاضلة الأستاذة هديه الطيب وابنها الأستاذ المربى مصطفى محمد المعز ......... ولكم مودتي ( بت الربيع ).