الدكتور/صلاح فرج الله خبير التراث السودانى
صفحة 1 من اصل 1
الدكتور/صلاح فرج الله خبير التراث السودانى
الدكتور صلاح فرج الله اسم قد يجهله غالبيتكم ولكن هو رجل موسوعة شانه شان الكثيرين الذين يعملون فى الظل.. المبدعيين الذين اذا ذكر اسم احدهم لا يعرفه احد ولسان حالهم يقول نحن فى غنى عن الاضواء والشهرة.. (وهؤلاء هم العظماء حقا) وهم كثر فى مجتمعنا واخال اننا عند موت احدهم سوف نسلط عليه الاضواء ونصاب بالدهشة من اعماله وانجازاته.
س:من هو صلاح فرج الله؟
ج:صلاح الدين فرج الله من مواليد امدرمان الموردة ليسنانس فى الاداب جامعة القاهرة الفرع – دبلوم وماجستير فى الدراسات الافريقية – دكتوراه جامعة النيلين – العمل استاذ مساعد بعدد من الجامعات السودانية – ساهمت فى تاسيس مصلحة الثقافة واملك مركز الشرق للثقافة والاعلام – مدرب رياضى – اديب وشاعر لى ثلاثة دواويين شعرية
س:اولا قبل كل شئ ما معنى كلمة تراث؟
ج: التراث هو تراكم معرفى وتدرج من الفطرة والتلقائية الى الفكرة والموضوعية وهذه النقلة الحضارية تم من خلالها تراكم معرفى عبر الزمان والمكان ولذلك ينسب التراث وفقا للوضعية والدور والاثر والوظيفة،فهنالك تراث قومى وتراث اقليمى وتراث دولى ويصنف التراث وفقا لسعة الابداع
س:وماذا عن التراث السودانى؟
ج: السودان دولة من عليها الرحمن بموارد متعددة وتنوع ثقافى وعرقى على امتداد مجالاته البيئية الامر الذى اثر فى البناء الاجتماعى وساهم فى جدل خيوط النسيج الاجتماعى كل ذلك تم من خلال النزوع الفطرى اما الانتقال الى مراحل الفكر والعلم وعقلانية التوجه فهذا كان يحتاج الى وسائط و وسائل ذات قيمة وقدرة على تشكيل معطيات الواقع ماديا ومعنويا
س:ندخل فى امثلة حية من تراثنا المعنوى؟
ج:مثلا اغنية(حليل موسى)التى يقول مطلعها :
حليل موسى يا حليل موسى
حليل موسى ال لى الرجال خوسة
لا بياكل الملاح اخدر ولا بيشرب الخمر اسكر
ابكنو يا بنات بربر
حليل موسى يا سرير يا برير
عجب عينى يا صباح الخير
انا ما جنيت يا بدر موسى دق ولى القيت يا بدر موسى
الريد الريد يا بدر موسى
وهذه الاغنية قيلت فى شان التراث الشعبى القائم على الرجولة والفراسة وبما ان المسئولية لا تشترى من الاسواق كان التغنى بها وممارستها نابعا من الاعماق
مثل اخر اغنية يقول مطلعها:
متين يا على تكبر تشيل حملى
يا كا على الخلاك ابوى دخرى
للغنى والفقير الكان ابوك بدى
هنا تكمن وضعية الرجل السودانى الفحل فى القبيلة الامر الذى جعل المراة تنبرى وتتغنى بماثر البطولة وعلى كان ابن لرجل فارس وكانت امه تحلم بان يكرر ما ابدعه والده من ابداعات وهذا يدل على ان الادب الشعبى هو انعكاس لما يجول من خواطر واحاسيس داخل الناس.
س: احكى لنا عن النواحى المادية للادب الشعبى؟
ج:سوف نتحدث عن بعدين – البعد الانتاجى والبعد الجمالى – فى البعد الانتاجى فان المراة صنعت البرام بانواعها كافة من التيبار والزير الى الكنتوش والقلة .. والمراة صنعت اصعب مشروب تعاطاه الانسان فى السودان (الحلو مر )فهو نتاج لتعدد معطيات متناقضة وحدت بينها المراة السودانية فاكتسب مذاق وجمال وحتى الاجانب استجابو لروعته، وصناعة الحلو مر لها وضعية تراثية من حيث الاعداد له وتجمع النسوة والمراحل الابتدائية للتصنيع بداءا من الذرة والذريعة والطحين والتخمير ثم العواسة فى جلسة جماعية يتم من خلالها التانس والمودة والعلاقات العميقة.
اما البعد الجمالى فالمقصود به الزينة (الشلوخ) و (دق الشلوفة ) و(الزمام ابو رشمة) و(الحجل بانواعه المختلفة) و( المشاط والشعر بانواعه) و (السلة) و(الجورسيه) و(المرقدى)
س: تحدث لنا عن الشلوخ كتراث؟
ج:كان لها اكثر من دور فهى تميز القبائل من خلال شكلها مثلا (درب الطير) و(المطارق) و(السلم) وكان للشلوخ ارقام وكان عندها اغانى خاصة بها مثلا اغنية تقول:
خمسين شقيقة البدرى
ال بى حالى بتدرى
اضافة الى ذلك للشلوخ مكانة جمالية وتميز القبيلة مثلا الجعليين(T) والشايقية (عارض) وناس الشرق (المطارق)
س: اغانى السيرة لها وضعيتها فى التراث السودانى
ج: نعم بالتاكيد فهى تكريس للابداع وتبيان لفحوى العلاقة بين الانسان والبيئة ولكل حركة شق تتحول بفعل الانسان الى ايقاع ونغم وفقا لفلسفة الاستعارة والانتقال من الواقع البيئى الفطرى الى الواقع الابداعى.
س: كنتم فى مركز دراسة الفلكلور ماذا قدمتم من اجل التراث؟
ج: سؤال جميل استاذة نهى.. حقيقة بدانا بجمع التراث السودانى بهدف جمع وتصنيف وتوثيق وحفظ وتحليل واستثمار التراث فى اعادة كتابة التاريخ والتاسى بالقيم بهدف المساهمة فى بناء المجتمع،واول رحلة ذهبنا بها الى جنوب الفونج وبعد الدراسات وصلنا الى قناعات بان نسمى الرحلات العلمية الى الانقسنا (وازا) – وازا ون وازا تو – وتلك الة موسيقية يعزفوها البرتا اما الانقسنا فيعزفون (البلونزروا) و(الجنقر) وهذه الة موسيقية لا تعزف إلا باذن من الكجور سواء فى مناسبات الفرح او الموت او تكريس الاطفال
س: ما هو الكجور؟
ج:هو الرجل الذى يمارس الطقوس (ودا زاتو فلكلور سودانى)والكجور شخصية مؤثرة فى النسيج الاجتماعى والبناء الشعبى فهو محور للاعتقاد وهو وسيط بين الالهة والناس وهو الذى يشفى المرضى(طبيب شعبى) والكجور فى الانقسنا له وضعية متميزة ومن اهم الكجور (قوميل) وابنه عبدالله و(كبو)وتلك امراة و(سافا سقد)وهذا رجل،والكجور قد يكون امراة او رجل وتمارس له عدة طقوس حتى يصبح كجور.
المحرر:
الدكتور صلاح فرج الله صاحب تجربة استمرت ثلاثين عاما فى البحث العلمى الخاص بالتراث والفلكلور السودانى على امتداد الوطن وصاحب الاهتمامات بضرورة توظيف التراث فى تحقيق التنمية والتطور له منا كل الشكر والتقدير خاصة انه من المقلين فى الحديث للصحف والاجهزة الاعلامية فهو يرى (ان الحديث بدون تطبيق افساد للتوجهات والامال التى تجول بمخيلة الانسان )
وهو يثق بالمثل السودانى (السواى ما حداث)
مواضيع مماثلة
» المستشار البيطري الدكتور حاج خلف الله
» الاستاذ بدوى ابو صلاح وحديث بين الامس واليوم
» الدكتور مزمل الشريف حامد عميد كلية الاداب جامعة النيلين
» الذى لا يموت - بلادى انا صحيفة السودانى
» الباحث الجقر........الفخر والحماسة فى الشعر والغناء السودانى
» الاستاذ بدوى ابو صلاح وحديث بين الامس واليوم
» الدكتور مزمل الشريف حامد عميد كلية الاداب جامعة النيلين
» الذى لا يموت - بلادى انا صحيفة السودانى
» الباحث الجقر........الفخر والحماسة فى الشعر والغناء السودانى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى